خالد العلمى ضحية كلمة "فلول" وأصحاب القلوب السوداء

:: نبض الوطن ـ إســلام علوى:
فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 شهد المجتمع المصرى تحولاً أخلاقيا غير مسبوق ، ومع تزايد وتيرة الأحداث التى كانت سريعة ومتلاحقة بشكل يصعب رصدها ظهرت فى لغة الخطاب مصطلحات جديدة من بينها كلمة " فلول" وصارت هذه الكلمة سيئة السمعة بمثابة الخنجر الذى يستخدمه البعض لطعن الخصوم فى الظهر وتحولت من مجرد كلمة يرددها العامة فى الشارع على كل شخص ارتبط بالنظام الأسبق أى نظام مبارك الى وسيلة يستخدمها الناس لتصفية خلافاتهم مع بعضهم البعض .
ولأن الشئ حينما يزداد عن حده فإنه للأسف الشديد ينقلب الى ضده فترتب عن الاستخدام المفرط لكلمة "فلول " إلحاق الأذى للكثيرين من الشرفاء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم كانوا يعملون فى ظل نظام ليس لهم ذنب أو أى دور فى كونه فاسداً او صالحاً فالأمر لا يعنيهم فى شئ.
بوابة "نبض الوطن" ترصد فى هذا التقرير قصة أحد ضحايا كلمة "فلول" وهو رجل الأعمال الشاب خالد العلمى الذى بدأ ممارسة "البيزنيس" فى سن مبكرة واقتحم بجسارة وعنفوان الشباب مجالات عديدة من بينها شركات النظافة ومنها مشروع تاكسى العاصمة الذى أدخلت من خلاله مصر هذا النوع من الخدمات التى لم تكن موجودة إلا فى الدول المتقدمة ومن نجاح الى نجاح صار إسم خالد العلمى يمثل مصدر قلق لأعداء النجاح .. وما أن قامت الثورة ( ثورة 25 يناير) حتى سنحت الفرصة لأصحاب القلوب السوداء ولضعاف النفوس فتمكنوا من الإنقضاض على هذا النجاح مستخدمين كلمة" فلول" فأصبحت بمثابة معول هدم للتخلص من طموح رجل أعمال شاب لم يكن فى يوم من الأيام يعرف على الإطلاق كلمة "مستحيل" حين أنشأ العديد من المجالات الخدمية التى فتحت بيوت الآلاف من العمالية إيمانا منه بدور القطاع الخاص فى القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.
واللافت للنظر أن خالد العلمى لم يكن فى يوم من الأيام على صلة بنظام مبارك الذى تكبد بسببه كل تلك الخسائر الطائلة التى تقدر بالملايين فقد قامت المحافظة بسبب الوشايات والإتهامات التى ليس لها أى أساس من الصحة بإنهاء تعاقدها معه فى مشروع تاكسى العاصمة وتوقفت شركات النظافة وصارت المشروعات الخدمية مجرد ذكرى.. وذلك من اجل إرضاء من كانوا يطلقون على انفسهم كلمة " نشطاء" وثوار .
خالد العلمى لم يكن ضحية كلمة "فلول "فحسب بل كان أيضا ضحية لتلك الأيدى المرتعشة التى كانت وما تزال تدار بها الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن ، نعم هو ضحية تلك الايدى المرتعشة التى فى كثير من الأحيان نجدها أكثر تشدداً مع من ساقتهم الأقدار لأن يكونوا ممن علملوا واستثمروا بالملايين من اجل البلد فى ظل النظام الأسبق.
خالد العلمى ليس الأول من ضحايا كلمة "فلول" ولن يكون الأخير طالما مازال يعيش بيننا تلك النوعية "سيئة السمعة" من أصحاب القلوب السوداء وأصحاب الضمائر الميتة.
---------------------------
نقلا عن بوابة نبض الوطن